يمر معظم الأطفال في مرحلة حيث يتناولون أنواعاً وخيارات محدودة من الأطعمة. وتعد هذه مرحلة طبيعية ضمن مراحل تطور نمو الأطفال وتسمى “نيوفوبيا” – أي الخوف من تجربة الأطعمة الجديدة. قد يحتاج طفلك لفترة كي يتعلم أنه من الآمن أكل هذه الأطعمة وأن تناولها يستدعي المتعة أيضاً. سوف يتعلم ذلك من خلال مشاهدتك ومشاهدة الآخرين أثناء تناول تلك الأطعمة. مع مرور الوقت، سيتسع نطاق التنوع في خيارات الطعام لديه، مع أن بعض الأطفال يحتاجون لوقت أطول من غيرهم. كي تتمكني من مساعدته في طريقه الوصول إلى هذه الخطوة مع الاحتفاظ بهدوئك، يمكنك إتباع النصائح التالية:
تناولي الطعام مع طفلك كلما سنحت لك الفرصة. يتعلم الأطفال تناول المأكولات غير المألوفة لديهم عبر مشاهدة وتقليد آبائهم أو الأطفال الآخرين الذين يتناولونها.
أبدي تعليقات إيجابية بخصوص الطعام الذي تتناولينه. إن الأهل هم قدوة هامة ولو تكلّمت بشكل إيجابي عن الطعام ستزيد رغبة طفلك في تجريبه.
احرصي على أن يأكل طفلك مع أطفال آخرين كلما أمكن ذلك. ادعي أحد أصدقاء اللعب لتناول الشاي. فربما يأكل طفلك بشكل أفضل عندما يكون مع أطفال من نفس مرحلته العمرية.
ثبتي روتيناً يومياً مكوناً من ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة قبل فترة قيلولة طفلك النهارية. حاولي الالتزام بهذا الروتين. إن الأطفال يحبون الروتين ويرغبون دائماً في معرفة الآتي وتوقعه. إذا كان طفلك جائعاً أكثر من اللازم فلن يأكل جيداً، كما أن الطفل الذي يشعر بالتعب لا يكون في حالة مزاجية تسمح له بالأكل. لا تتوقعي أن يأكل طفلك وجبة دسمة قبل خلوده إلى النوم. قدمي له وجبة خفيفة صغيرة أو مشروباً ثم ضعي الوجبة المناسبة في وقت لاحق بعد نهوضه من النوم.
قدمي طبقين (صحنين) في الوجبة الواحدة: طبق فاتح للشهية يتبعه طبق حلو الطعم. يملّ الأطفال عادة من تناول الكثير من الطعام الواحد ويكونون على استعداد لتجريب شيء آخر جديد. كما يعد تقديم طبقين لطفلك فرصتين مختلفتين للحصول على السعرات (الوحدات) الحرارية اللازمة والمغذيات الضرورية مما يعني أيضاً تنوعاً أكبر من الأطعمة في كل وجبة.
خففي فترة تناول الطعام إلى حوالي 20 إلى 30 دقيقة وتقبلي ألا يأكل طفلك المزيد بعدها في أغلب الظن. فمن الأفضل الانتظار حتى يحين موعد الوجبة الخفيفة التالية أو الوجبة الرئيسية التالية لتقديم بعض الأطعمة المغذية الأخرى بدل إطالة مدة الوجبة ذاتها ومحاولة إرغام طفلك على تناول المزيد. يأكل معظم الأطفال ما سيتناولونه فعلاً خلال العشرين دقيقة الأولى فقط.
امتدحي طفلك عندما يأكل جيداً لأن الأطفال يستجيبون بشكل إيجابي للمديح. إذا كنت تولين طفلك اهتماماً فقط عندما لا يأكل طعامه، فقد يجعله ذلك يرفض الطعام من أجل الحصول على المزيد من انتباهك. يحب الأطفال الحصول على الاهتمام حتى لو كان سلبياً. إذا لم يأكل جيداً، أبعدي عنه الطعام المتبقي من دون إبداء ملاحظات وتقبلي أنه قد حصل على كفايته.
قدمي كميات صغيرة فمن الممكن أن يشعر طفلك بالقلق من الكميات الكبيرة ويفقد شهيته. إذا انتهي من تناول الكمية الصغيرة، أثني عليه ثم قدمي له المزيد.
قدمي له الأطعمة التي تؤكل بالأصابع كلما أمكن واسمحي له بعمل فوضى وقت الطعام. يستمتع الأطفال بشعور الاستقلالية عبر تناول الأطعمة بأنفسهم.
اجعلي تناول الطعام في أجواء هادئة وباعثة على الاسترخاء بعيداً عن أي مؤثرات خارجية مثل التلفزيون أو الألعاب. يصعب على الأطفال التركيز على أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، لذا لا يسهل على الأطفال الانتباه للطعام مع وجود مسببات أخرى للإلهاء.
إذا كنت تتناولين الطعام خارج المنزل احذري الأمر فقد يكون طفلك غير مستعد لتجريب أي من الأطعمة الموجودة والتي قد لا تكون مألوفة لديه. خذي معك شيئاً يمكنه تناوله لتفادي المشكلة وحتى يحين موعد الوجبة الرئيسية أو الوجبة الخفيفة التالية.
أشركي الأطفال الأكبر سناً في شراء الأطعمة والإعداد لتناول الطعام مثل وضع الأطباق على المائدة. من شأن ذلك التشجيع على السلوك الإيجابي تجاه الطعام ومواعيده.
أشركي طفلك في الطبخ البسيط وإعداد الطعام (إذا كان لديك الوقت والصبر). فقد يصبح أكثر ألفة مع الأطعمة الجديدة وأكثر قابلية لتجريبها عندما يمسك بيده ويلمس أنواعاً جديدة من الطعام من دون الضغط عليه لأكلها.
غيري المكان الذي يتناول فيه طفلك وجباته. على سبيل المثال، تنزّهي في الهواء الطلق لجعل الأكل تجربة ممتعة والسماح لطفلك برؤية الآخرين يستمتعون بتناول الطعام.